14 Jan كلمة عيد العلم
كلمة أ.د/ جمال الدين عصمت
الحائز علي جائزة النيل للعلوم
في عيد العلم بجامعة القاهرة 2017
بسم الله الرحمن الرحيم
باسمي واسم جميع المكرمين في عيد العلم الخامس عشر أشكر جامعة القاهرة وعلي رأسها أ.د/ محمد عثمان الخشت وجميع اساتذاتها وادارتها وخاصة أ.د/ سعيد ضو – نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة نشكرهم جميعاً على هذا التكريم الذي نعتبره جميعاً وسام شرف علي صدورنا جميعاً لان جامعة القاهرة هي بيتنا وما أسعد الانسان حين يكرم في بيته ويلقي التقدير في وسط اساتذته وأصدقائه وتلاميذه محبيه. إن ايبلد يسعي اليالتقدم لابد ان يتخذ من الجامعات ومعاهد البحث العلمي مناره له حيث أنها مكان العلم والمعرفة وأهم استثمار يمكن ان ينتفع به الوطن هو الاستثمار في المعرفة وإذا احسنا هذا الاستثمار في المعرفة فإن المجتمع يتقدم ويرقي والا تخلف وتعثر. الاستثمار في المعرفه يمكن تعريفه بثلاثة محاور أول محور وهو انتاج المعرفه عن طريق البحث العلمي والدراسات الاكلينيكية- المحور الثاني هو نقل المعرفه عن طريق التعليم والتدريس والتدريب والمحور الثالث هو تطبيق المعرفه وذلك عن طريق الشركات والمؤسسات التي تنتفع بهذه المعرفه. البحث العلمي وهو انتاج المعرفة هو الاساس في التقدم فبدون بحث علمي لن نعرف ما هو مفيد لنا وكيف نستطيع حل مشاكلنا وما هو المناسب لنا ولمجتمعنا. ولجامعة القاهرة الدور الابرز في مصر في انتاج المعرفة وأقصد في البحث العلمي ويتضح ذلك عندما نعرف أنجامعة القاهرةاستحوذت علي 15% من الابحاثالمصرية العلمية المنشورة خلال الخمس سنوات الماضية و ذلك بالرغم من وجود أكثر من 25 جامعة حكومية وأكثر من35 جامعة خاصة وأكاديمية و عشرات من مراكز البحث العلمي ويكفي جامعة القاهرة فخراً أنها الجامعة المصرية الوحيدة الموجودة من ضمن أفضل 500 جامعة على مستوي العالم من بين أكثر من 18 الف جامعة عالمية و هو المركز الذي حافظت عليه خلال اخر 8 سنوات وذلك في التصنيف الدولي للجامعات (تصنيف شنغهاي) وهو التصنيف الاكثر مرجعية وحيادية. أما الشق الثاني من الاستثمار في المعرفة فهوتطبيق المعرفة وذلك نقل المعرفة وأقصد به التدريس والتعليم لتوصيل هذه المعرفة لمن ينتفع بها. وهنا نري مره اخري الدور الهائل لجامعة القاهرة حيث أنها مسئولة عن التعليم والتدريس لأكثر من 250 الف طالب من خلالكلياتها ومعاهدها المختلفة. والشق الثالث للاستثمار في المعرفة هو تطبيق المعرفه وذلك ما ينقصنا في جميع الجامعات المصرية حيث لايسمح القانون حتي الان للجامعات المصرية بإنشاء شركات ومؤسسات تقوم بالاستفادة من الابتكارات العلمية وبراءات الاختراع التي تقوم الجامعات بانتاجها – هذا التطبيق يمكن ان يفيد المجتمع كله ويحسن من اقتصاد الدوله ولنا في مشروع علاج فيروس (سى) في مصر دليل على ذلك فالابحاث التي قادتها جامعة القاهرة أدتالي الوصول الي مجموعة من الادوية المحلية المناسبة لعلاج فيروس (سى) والتي لها نفس كفاءة الادوية الاجنبية بالإضافة الي براءة اختراع علمية مصرية لأحد هذه الادوية وكان لتطبيق هذا البحث العلمي واستخدامه في علاج 600 الف مريض مصري خلال عام 2016 دور كبير في توفير العملة الاجنبية وتخفيض 5 مليار جنية مصري من تكلفة العلاج والحصول على نسبة شفاء أكثر من 95% ولو كان للجامعة حق في انشاء الشركات والمؤسسات لكنا قد تمكنا من تصدير هذا الدواء للخارج وادخال مليارات الدولارات لمصر ولجامعة القاهرة. أما كلية طب قصر العيني والتي اشرف بالانتماء اليها والتي يمر هذا العام 190 عاما على انشائها فإن اعضاء هيئة التدريس بها عليهم دور كبير و بالاضافة الي دورهم في البحث العلمي والتدريس كباقي أعضاء هيئة التدريس بالكليات فإنهم يقومون بعلاج المرضي من خلال مستشفيات قصر العيني وتدريب الاطباء الشبان بالكلية وتنمية مهاراتهم الطبية ومع ذلك فإن المتابع للابحاث العلمية التي قامت بها كلية طب قصر العيني في عام 2016 يجد أن لها مجموع تأثيري كبير مما يعني أنه تم نشرها في مجلات علمية متقدمة واستفاد منها الالاف على مستوي العالم.كما أن أكثر 5 علماء في جامعة القاهرة نشراً للابحاث العلمية منهم ثلاثة من كلية الطب. وقسم الامراض المتوطنة المدرسة العلمية التي تربيت داخلها فهو القسم المتخصص في علاج الامراض المعديه والاوبئة وأمراض الجهاز الهضمي والكبد وهو مدرسة علمية مرموقة بحق ويكفي أنه قاد مصر للتخلص من مرض البلهارسيا في السابق بعد ان كانت معدلات انتشارها أكثر من 40 % في 1980 وهي حاليا اقل من ½% وهو يقود مصر حاليا للسيطرة علي فيروس (سى) في خلال الابحاث والدراسات الاكلينيكية التي تتم فيه كما أنه كان الرائد في ادخال علم زراعة الكبد في مصر ويكفي ان تعلم ان معدل النشر الدولي للقسم هو بحث لكل عضو هيئة تدريس سنويا مقارنة بمعدل باقي أقسام كلية الطب والتي وصل الي بحث منشور دولي لكل 5 اعضاء هيئة التدريس كما أن المكرمين اليوم منهم أربعة من أعضاء هيئة التدريس بالقسم أي حوالي أكثر من 10 % من المكرمين اليوم و 50% من المكرمين من كلية الطب وذلكبرغم أنه قسم متوسط في عدد اعضاء هيئة التدريس به وليس كالباطنة أو الجراحة أو الاطفال في كثرة أعضاء هيئة التدريس. ومازال قسم الامراض المتوطنة بقصرالعيني قائما بدوره في حماية صحة المواطنين المصريين وذلك من خلال جهوده البناءه في انشاء ودعم مستشفي الامراض الباطنية المتوطنة بالهرم (م. ثابت ثابت) وهيالمستشفي الجامعي الوحيد في مصر المتخصص في علاج الامراض المعدية واسمحولي أن اتحدث باختصار عن أهمية علاج هذه الامراض والتي تهدد مجتمعنا فمع اهتمامنا الشديد بالمستشفيات التي تعالج الاورام فيجب أن نعرف أن منظمة الصحة العالمية أعلنت أن 40% من الاورام كان يمكن تفاديها ادا تم علاج الامراض المعدية المسببة لها في مرحلة مبكره ويكفي أن تعلم ان تكلفة علاج مريض واحد مصاب بالاورام تكفي لعلاج الف مريض مصاب بالامراض المعدية ولذلك فان منظمة الصحة العالمية توجه كل الدعم المادي لعلاج مثل هذه الامراضالمعدية كالدرن والملاريا والايدز والفيروسات الكبدية. وكلمة لزملائي وتلاميذي الاصغر مني سنا والذين أتوقع ان يكونوا اكثر مني انتاجا وأكفأ في خدمة بلادهم كلمتي لهم هي أن يحرصوا على العمل من خلال فريق بحثي متكامل وان تكون الامانة العلمية دائما هي هدفكم وعدم الاستئثار بالمعلومة ولتعلم ان توفيق الله وفضله لا تكون الا للمجتهدين الاكفاء المخلصين. ينبغي ان اتكلم عن امالي لجامعة القاهرة والتي شرفت بالعمل كنائب لرئيس الجامعة بها لمدة 4 سنوات وشرفت بالعمل مع أ.د/ حسام كامل وأ.د/ جابر نصار وحاليا مع أ.د/ محمد الخشت. أمنيتى أن تسعي الجامعة الي انشاء مجمع علميمتكامل علي أرض 6 أكتوبر بالاضافة الي انشاء كلية دراسات العليا للعلوم البينيه وتفعيل دعم عمل المنسق البحثي في كل قسم من اقسام الكليات والمعاهد ولا يسعني الا أن أثني على مجهود أ.د/ حسين خالد وأ.د/ عمرو عدلي لمجهودهم في قطاع الدراسات العلياوالبحوث والتي لمستها عن قرب. وأسأل الله ان يحفظكم جميعا ويوفقكم لكل خير ونجاح في الدنيا والاخرة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته